سؤال قد يشغل العديد من الشباب او الشابات المقدمين على الزواج وهو ....
هل يمكن اعتبار الحب مرتكزاً أساسياً لاختيار شريك الحياة ؟
أم أن هناك قاعدة أصلب من الحب ؟؟ وماهي ؟ ولماذا ؟
بما أن العاطفة اللاهبة التي يعيشها الفتيات والشباب هي في أغلب الحالات ليست عاطفة عاقلة بل عاطفة غريزية يختلط فيها الجانب الروحي بالجانب الجسدي الى درجة يخيل للشاب أو الفتاة معها أنهما يحبان من موقع روحي,لكنهما قد يكتشفان أخيراً أنهما يحبان من موقع غريزي جسدي فن الحب لايصلح ليكون قاعدة لاختيار الشريك.
وهو على أهميته البالغة في الزواج ليس من الضروري الارتكاز عليه عند بناء علاقة زوجية فقد يفشل أحياناً زواج الحب لاسيما في حالات الحب الخيالي اللاواقعي حيث يشكل خروج الإنسان من جوه السحري العابق بالأحلام والمشاعر الى جو تتحرك فيه مفردات الحياة اليومية صدمة تقتل الحب وتفشل الزواج وربما يحصل العكس حيث تصبح علاقة الزواج,بما هي إطار لتفاعل يومي بين الزوجين,مقدمة للإحساس بالحب المتبادل.
إن الحياة الزوجية ليست عاطفة كلها والحياة الاجتماعية الإنسانية ليست حياة عاطفية كلها نحن بحاجة الى العاطفة لترق حياتنا وتلين ولنعبر عن العنصر الروحي من شخصيتنا في الحياة.ولكن العقل هو أساس بناء الحياة الزوجية باعتبار أنها ليست فقط علاقة عاطفية بل علاقة اجتماعية بين الزوجين أيضاً يستلزم بناؤها سلسلة من العلاقات الاجتماعية مع المحيط من أهل وأقارب ومعارف وجيران وما الى ذلك ويتمخض عنها غنجاب أولاد تحتاج تربيتهم بشكل سليم الى وعي ودراية ونضج.
ولذلك فإن الحياة الزوجية تمثل عقلاً بنسبة 75% وعاطفة بنسبة 25% فعلى الفتاة والشاب أن لاينطلقا من عاطفة انفعالية ساذجة,كما هي الحال في الحب من أول نظرة عنداختيار الشريك لأن اختيار الشريك بالنسبة للفتاة هواختيار رفيق للحياة الى الأبد لاتملك بعد الارتباط به أية حرية ذاتية إلا من خلال علاقتها به ومن الطبيعي أن تدرس خيارها دراسة عميقة من كل الجوانب كي يأتي خيارها مرتكزاً على معرفة كافية به بعد دراسة عقله وأخلاقه وطريقته في الحياة ومدى احترامه للمرأة..
أما بالنسبة للرجل فالزواج رفقة وشراكة وصداقة دائمة وجملة من المسؤوليات التي تترتب على الارتباط بالشريكة المختارة وحياة من حولهما وحياة الأولاد الذين يشكلون ثمرة للزواج لذلك فلابد له لوعي هذه المسؤولية من الانطلاق من عناصر واقعية وأخلاقية وقيمية,ومن مراقبة الله سبحانه وتعالى في ذلك.